اضطراب طيف النخاع والعصب البصري
ما هو اضطراب طيف النخاع والعصب البصري؟
اضطراب طيف النخاع والعصب البصري (NMOSD) أو التهاب النخاع والعصب البصري (NMO) هو مرض يشبه التصلب العصبي المتعدد، وتشمل أعراضه الرئيسية فقدان البصر بسبب التهاب العصب البصري أو ضعف الذراعين والساقين بسبب التهاب النخاع الشوكي. وقد يعاني بعض المرضى نوبات حادة من الغثيان والتقيؤ من دون سبب واضح. وتتضمن الأعراض الأخرى آلام الأعصاب، وتشنجات مؤلمة، وتيبس الأطراف، واختلالاً في المثانة والأمعاء، ومشاكل جنسية.
كيف يختلف التهاب النخاع والعصب البصري عن التصلب العصبي المتعدد؟
يتسبب في معظم حالات التهاب النخاع والعصب البصري بروتين معين في الدم يسمى الجسم المضاد لالتهاب النخاع والعصب البصري (أضداد بروتين أكوابورين 4) الذي تنتجه خلايا الدم البيضاء. يهاجم هذا الجسم المضاد أجزاء من الجهاز العصبي وهو علامة مميزة لهذا المرض، ومن غير المعروف لماذا تهاجم خلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي الجهاز العصبي عن طريق الخطأ. وعادة ما تكون الهجمات المناعية في التهاب النخاع والعصب البصري أشد، وقد تترك ضرراً دائماً، مقارنة بالهجمات المناعية التي تحصل عند الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد، إذ يكون الشفاء منه أفضل. ويتميز التصلب العصبي المتعدد بمرحلة ثانوية مترقّية، بمعنى أن هذه الحالة تسوء تدريجياً بعد فترة معينة قد تستمر لسنوات، بعد فترة طويلة من انتكاس المرض في حال لم يعالج. ويختلف الوضع عن التهاب النخاع والعصب البصري الذي يظهر ويختفي دون مرحلة مترقية، مما يعني أن منع الانتكاسات قد يساهم في استقرار حالة المريض.

أسباب التهاب النخاع والعصب البصري
على الرغم من فهمنا للآليات المسببة لالتهاب النخاع والعصب البصري (الجسم المضاد لالتهاب النخاع والعصب البصري على وجه التحديد)، إلا أننا لا نعلم ما الذي يسبب المرض. ويصيب المرض النساء أكثر من الرجال، وينتشر في جميع أنحاء العالم، إلا أن سكان إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أكثر عرضة للإصابة به.
تشخيص التهاب النخاع والعصب البصري
في حال عانى المريض من فقدان البصر أو ضعف البصر، يجرى له تصوير بالرنين المغناطيسي أولاً مع تحليل السائل الشوكي في بعض الأحيان. ويجري فحص الدم بحثاً عن الأجسام المضادة للمرض للتأكد من الإصابة بالمرض من عدمها. ومع ذلك، قد لا يكون الجسم المضاد موجوداً لدى ثلث المرضى على الرغم من تطابق أعراضهم مع الإصابة بالمرض. وبالتالي، ففي حال كانت الأعراض موجودة لدى المريض، واستبعدت الاختبارات التشخيصية جميع الأسباب المحتملة الأخرى، يمكن تشخيص الإصابة بالتهاب النخاع والعصب البصري السلبي.
علاج التهاب النخاع والعصب البصري
- لا يوجد علاج لالتهاب النخاع والعصب البصري، ولكن يمكن علاج الهجمة أو الانتكاسة عن طريق الأدوية، حيث يُعطى المريض جرعة مرتفعة من الستيرويد لتثبيط الجهاز المناعي، ويمكن كذلك إجراء تبادل للبلازما (وهو علاج يشبه غسل الكلى الذي ينظف الدم من الأجسام المضادة) لمنع أي ضرر إضافي وتسريع التعافي.
- ولمنع المزيد من الهجمات، يمكن إعطاء المريض العديد من العقاقير الدوائية التي تثبط الجهاز المناعي، وتختلف هذه الأدوية عن التي تُعطى لمريض التصلب العصبي المتعدد. وتشمل الأدوية التي أثبتت فعاليتها ريتوكسيماب، إينبيليزوماب، إيكوليزوماب، ساترالزوماب، وتوسيليزوماب. وتتضمن الأدوية التي تعطى عن طريق الفم بريدنيزون، آزاثيوبرين، وميكوفينولات موفيتيل. وقد تتطلب جميع هذه الأدوية إجراء فحص دوري للدم.