التصلب العصبي المتعدد وفيروس كوفيد-19

نجيب على الأسئلة الشائعة حول تأثيرات الإصابة بفيروس كوفيد-19 على مرضى التصلب العصبي المتعدد.
​كل ما تريد معرفته حول تأثيرات فيروس كوفيد-19 على مرضى التصلب المتعدد:

أصبح التعايش مع فيروس كوفيد-19 الناتج عن فيروس سارس كوف-2، والذي ظهر للمرة الأولى في أواخر عام 2019 وانتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، جزءًا من حياتنا اليومية. بالنسبة لمعظم الحالات المصابة بفيروس كوفيد-19، تشمل أعراض الإصابة السعال، الحمى، آلام العضلات، فقدان حاستي الشم والتذوق، صعوبة في التنفس، التهاب الحلق والشعور بالارهاق والصداع. عادة تتحسن هذه الأعراض من تلقاء نفسها في غضون أيام أو أسابيع معدودة.

لكن بالنسبة لبعض الأشخاص خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، يمكن أن تكون الأعراض أسوأ بكثير، حيث يمكن للفيروس أن يسبب التهابات تنفسية حادة مما يؤدي إلى الفشل التنفسي، مما يضطرهم إلى اللجوء لاستخدام جهاز التنفس الصناعي لمساعدتهم على التنفس.

يعتبر التصلب المتعدد حالة مرضية مزمنة، لذلك قد ينتابك القلق من تأثيرات أو مضاعفات الإصابة بالفيروس على حالتك الصحية. 

نتناول من خلال السطور التالية بعض هذه المخاوف للإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعاً لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد.

هل تشخيص الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد يجعلني أكثر عرضة للإصابة بفيروس كوفيد-19؟

يواجه مرضى التصلب العصبي المتعدد نفس مخاطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 تماماً مثل غيرهم من عامة الناس.

مع ذلك قد تواجه بعض الحالات الشديدة أو المتأخرة من مرضى التصلب العصبي المتعدد أعراضاً ومضاعفات حادة جراء الإصابة بفيروس كوفيد-19، مثل الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في البلع أو المصابين بالتصلب العصبي المتعدد التدريجي أو طريحي الفراش أو الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً وكذلك الأشخاص الذين يعانون من السمنة.

كما قد يزداد خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 بالنسبة لمرضى التصلب المتعدد الذين يتناولون أدوية معدلة لعلاج المرض، حيث تعمل هذه الأدوية على تثبيط الاستجابة المناعية وبالتالي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19. إلا أن ذلك لا يعني التوقف عن تناول أي دواء وصفه لك الطبيب المعالج.

 احرص على التحدث دائماً إلى طبيبك المعالج أو أخصائي الرعاية الصحية المختص بحالتك إذا كنت قلقاً بشأن المخاطر.

ما هي المخاطر المحتملة المرتبطة بعدوى فيروس كوفيد-19 بالنسبة لمرضى التصلب العصبي المتعدد؟

في إطار دراسة بحثية أجراها باحثون إيطاليون لمعرفة آثار الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19، وجدوا أن مرضى التصلب العصبي المتعدد الذين أصيبوا بعدوى فيروس كوفيد-19 لم يعانوا من أعراض أسوأ مقارنة بغيرهم من عامة الناس. 

كما هو الحال في العديد من أنواع العدوى الأخرى، يُمكن أن تًسبب الإصابة بفيروس كوفيد-19 في بعض الأحيان الحمى، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد بشكل مؤقت. ومع ذلك، بمجرد التعافي من فيروس كورونا، تعود أعراض التصلب العصبي المتعدد عادة كما كانت من قبل. يمكن أن تؤدي عدوى كوفيد-19 الشديدة إلى حدوث انتكاس. لهذه الأسباب ينصح الأطباء بضرورة اتباع مرضى التصلب العصبي المتعدد لكافة الاحتياطات والإجراءات اللازمة تجنباً للعدوى.

ما هي الإجراءات التي يِمكنني إتباعها للوقاية من الإصابة بفيروس كوفيد-19؟

يجب على مرضى التصلب العصبي المتعدد، بما في ذلك أولئك الذين تلقوا اللقاح، اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من عدوى فيروس كوفيد- 19وتشمل الإجراءات الاحترازية ما يلي:

  • تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي بالحفاظ على مسافة مترين على الأقل بينك وبين الآخرين.
  • نظافة اليدين (غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام معقم اليدين).
  • تجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك. 
  • ارتداء كمامة الوجه في الأماكن العامة.
  • تجنب الأماكن المزدحمة، وخاصة الأماكن المغلقة أو سيئة التهوية.
  • تجنب المشاركة في الأنشطة أو الذهاب إلي التجمعات الاجتماعية الكبيرة. 
  • ضع في اعتبارك العمل من المنزل، إن أمكن ذلك.
  • حافظ على تهوية الأماكن الداخلية جيداً.
  • تنظيف وتعقيم الأسطح بشكل متكرر.
  • حافظ على نشاطك وحاول المشاركة في الأنشطة التي من شأنها تعزيز صحتك العقلية والنفسية.

كما يجب أيضاً على مقدمي الرعاية الصحية وأفراد عائلة مرضى التصلب المتعدد الذين يعيشون معهم أو يزورونهم بصورة منتظمة اتباع هذه التوصيات، للحد من فرص انتقال عدوى كوفيد-19 إلي بيئة المريض.

ما الذي يجب فعله إذا كنت أتناول علاجات معدلة لمرض التصلب العصبي المتعدد (DMDs)؟

بصورة عامة، لا تزيد معظم العلاجات والأدوية المعدلة لمرض التصلب المتعدد بشكل كبير من خطر الإصابة بأعراض كوفيد-19 أو المضاعفات المرتبطة بالفيروس، لذلك يجب الاستمرار في تناول هذه العلاجات، وتجنب التوقف عن تناول  أي دواء وصفه لك الطبيب المعالج ما لم يُنصح بخلاف ذلك. إذا كان لديك أي مخاوف بشأن مخاطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 احرص دائمًا على مناقشتها مع أخصائي الرعاية الصحية.

  • بليغريدي، أفونيكس وريبف، كوباكسون: لا تزيد هذه الأدوية من خطر الإصابة بعدوى فيروس كوفيد -19. 
  • جيلينيا: يمكن أن يزيد هذا الدواء من خطر الإصابة بعدوى الفيروسات، ولكن حتى الآن لا توجد أي أدلة تشير  إلى الإصابة بأعراض أكثر حدة لفيروس كوفيد-19 عند المرضى الذين يتناولون هذا الدواء.     
  • تيسابري: أحد الأدوية المعدلة للتصلب المتعدد، التي تتميز بدرجة عالية من الفعالية، وهو أقل خطراً للتسبب في أعراض حادة عند الإصابة بفيروس كوفيد-19.
  • أوكريفوس: تشير بعض الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء قد يكونون أكثر حاجة للدخول إلى المستشفى والبقاء في العناية المركزة عند إصابتهم بفيروس كوفيد-19،  لذلك يجب على أي شخص يتناول علاج أوكريفوس اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب العدوى.
  • مافنكلاد: الأدلة المتوفر لتقييم خطر الإصابة لتقييم خطر الإصابة بعدوى فيروس كوفيد-19 لدى المرضى الذين يتناولون هذا الدواء محدودة جداً، لكن من المرجح أن يزداد خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 خلال بضعة أشهر من العلاج، لذلك يجب على المرضى اتخاذ احتياطات إضافية.
  • ليمترادا: لا توجد أدلة كافية لتقييم خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19، لكن نظراً لأنه مثبط قوي لاستجابة المناعة، فقد يكون خطر لإصابة بفيروس كوفيد-19 أعلى نسبياً، ولذلك يجب عزل المرضى الذين يتناولون هذا الدواء لمدة أربعة أسابيع على الأقل بعد كل دورة علاجية يتم إعطائها للمريض شكل تسريب في الوريد.
ماذا يجب أن أفعل عند الإصابة بفيروس كوفيد-19؟

إذا كان لديك أي أعراض مرتبطة بفيروس كوفيد-19، يجب عليك الاتصال على الفور بفريق الرعاية الطبي المختص بعلاج حالتك. سيكون الفريق الطبي على أتم استعداد للتحدث معك حول أي مخاوف أو الإجابة على أي أسئلة قد تكون لديك. لا تتوقف عن تناول أي أدوية خاصة بمرض التصلب العصبي المتعدد يصفها لك الطبيب المعالج ما لم يُنصح بخلاف ذلك، واحرص على التحدث إلى طبيبك لمعرفة ما يجب عليك فعله.

هل يمكنني الحصول على لقاح كوفيد-19 إذا كنت مصابًا بالتصلب العصبي المتعدد؟

يجب أن يتلقى الأشخاص المصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد أحد اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19. ويشمل ذلك لقاحات سينوفارم و أسترازنيكا و فايزر المتوفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة. نظراً لعدم احتواء أي من هذه اللقاحات على فيروس حي، لا يوجد أي خطر من الإصابة بالعدوى.

بحسب نتائج الأبحاث، فإنه من غير المحتمل أن تؤدي اللقاحات إلى انتكاس مرض التصلب العصبي المتعدد، أو أن يكون لها أي تأثيرات على تطور المرض على المدى الطويل. تشمل الآثار الجانبية الشائعة للقاح الحمى والشعور بآلام في الجسم، والتي يمكن أن تجعل أعراض التصلب العصبي المتعدد أسوأ ولكن بصورة مؤقتة.

بشكل عام، تفوق فوائد لقاحات كوفيد-19 بكثير أي مخاطر محتملة.

استنادًا إلى بيانات من دراسات سابقة حول لقاحات أخرى و العلاجات المعدلة الخاصة بالتصلب المتعدد، فإن الحصول على لقاح كوفيد-19 يعتبر آمن. كما أنه من الضروري أن يتلقى جميع أفراد عائلة المشخّصين بالتصلب المتعدد وأي أشخاص يقيمون معه لقاح كوفيد-19.

يتواجد دائماً فريق الرعاية الطبي المختص ببرنامج التصلب المتعدد للتحدث معك، إذا كان لديك أي مخاوف بشأن عدوى فيروس كوفيد-19 ، أو أي أمور أخرى تتعلق بحالتك الصحية. 

Other Articles from Health Library

Phone

يعمل قسم الطوارئ المميز على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

Calendar

استخدم الموقع الإلكتروني لحجز موعد فعلي أو زيارة افتراضية بلمح البصر.